الأدب: نشأة وحضارة وفِّكر
بقلم: الأديبة/ رنا الحسن
1/12/20251 min read
للأدب ذائقة متميزة نكاد لا نجدها في أي عموميات الحديث حينما ينوي المرء أن يُبحر في عالمه فإنه ينقله لعالمٍ آخر،وقد بدأت نشأته منذ الحضارة السومرية. وَرَّد للأدب العربي عدة منهجيات فكرية منها الشعر والنثر،والشِّعر كما ليس في النثر ولكنهما قد يجتمعان في أمور منها: العاطفة والخيال،إلا أن للشعرِ نظم وأوزان وقافيةً ينشأ عليها ومنها أيضاً المُحسنات البديعية والتي تضيف رونقاً وتضفي للبيت الشعري جمالاً في أبهى صورة،ويتجه الشعر في منظومة كتابته إلى نوعين: هما الشعر الفصيح والشعر النبطي،أما النثر إجمالاً، فـ هو مرهون بكتابة الخواطر ومفردها خاطرة والتي لا تلتزم بأي نُظم أو وزنٍ أو قافية والتي يطلق فيها الكاتب العنان لذاته فيما يملي عليه خياله ،وبما تفيض به عاطفته وقد يعتبر البعض الخواطر متنفس حيث أنها تُعد خالية من أي تعقيد أو تكليف.
ومن المنهجيات الفكرية النقد الأدبي حيث يعتبر أداة من أدوات الأدب، وفيه يكون الناقد مطلعاً وملماً بكافة التفاصيل، حيث تلزمه الدقة والإنصاف دون إفراط أو تفريط، وأن يكون ذا حصيلة لغوية كبيرة ، يعزى إليه مهمة تنقيح النص مما يشوبه ويصقله ومهمته إظهار جماليات النص، الناقد لا يتقفى أثر الخطأ لكنه يسهم في عدم حصوله.
ومثلما للأدب العربي منهجيات فكرية لكل منهما إتجاه وتخصص ; فإن له عصوراً قد برز بها ومن أبرزها: عصر صدر الإسلام والعصر الأموي والعصر العباسي ثم العصر الأندلسي ثم في النهاية عصر الدول المتتابعة، ثم يليه العصر الأدب الحديث والممتد من القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا.
وللأدب فنون تسمى بـ علم البلاغة وهي تركز على ثلاثة
علوم منها علم البيان والبديع والمعاني،وهي تستخدم للكشف عن مكامن جمال الكتابة لاسيما أن علم المعاني يختص بدراسة التراكيب والأساليب،وعلم البيان يتناول دراسة الصور البيانية ،وأما علم البديع فـ يتناول دراسة المحسنات البديعية اللفظية منها والمعنوية.
وكما أن للأدب فنوناً فإن له أساليب في الكتابة ولكل أسلوب طريقته في العرض والطرح منها : المقالة الأدبية والقصة القصيرة والسيرة والمسرحية والوصف
وقد إتخذ الأدب مسارات أخرى بخلاف الأدب العربي، ألا وهو الأدب الإنجليزي والأدب الروسي، تعود جذور الأدب الروسي إلى أوائل القرون الوسطى وقد أستخدمت اللغة السلافية فيه،بينما اللهجة الدارجة ظلت في الأدب الشفهي آنذاك وأيضاً في كتابة كتابة المراسيم والقوانين والرسائل والسجلات والحكايات العسكرية، وبعد الثورة الروسية إنقسم الأدب الروسي إلى قسمين رئيسيين سوفييتي وقسم مهاجر أبيض
كانت نهاية القرن العشرين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فترة صعبة بالنسبة للأدب الروسي، حيث لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأصوات المتميزة.
وأما بالنسبة للأدب الإنجليزي وهو يشمل ما يكتبه الكُتَّاب من إنجلترا واسكتلندا و ويلز باللغة الإنجليزية
في مجالات الشعر والنثر والمسرحية وقد إمتدت لعصور منها العصر القديم ،والوسيط ،والحديث ،وعصر أسرة ستيورارت والبيورتيانيون، وعصر العودة الملكية، والذي كان في عهد الملك أغسطس، وعصر جونسون والعصر الرومانسي، والعصر الفيكتوري.
الأدب فن عريق وله متذوقيه ومحبيّه فـ هو يمتاز بأن له بصمة من الطراز الرفيع ومسمّاه شامل لكل ما يُعنى بالمعنى.